في عالم التداول، يردد كثيرون أن السوق “يتحرك عرضيًا” لفترات طويلة. لكن دعني أخبرك بسرّ يغير نظرتك للأسواق إلى الأبد: لا توجد حركة عرضية حقيقية في السوق، وإنما هناك دائمًا ميل، حتى لو بدا خفيًا. فهم هذا السر هو ما يفصل بين المتداول العادي والمحترف.
🔍 ما المقصود بالحركة العرضية؟
يُقال إن السوق يتحرك عرضيًا عندما لا يُظهر اتجاهًا واضحًا صاعدًا أو هابطًا، بل يتحرك ضمن نطاق محدد بين مستويات دعم ومقاومة. هذه الفترات غالبًا ما تكون محبطة للمتداولين لأنها تبدو “بلا اتجاه”.
لكن الحقيقة الأعمق؟
حتى في هذه النطاقات العرضية الظاهرة، توجد قوى خفية تحرك السوق: تصريف ذكي أو تجميع هادئ.
📉 السوق لا ينام أبدًا : “التجميع والتصريف”
كل حركة عرضية ظاهرية تُخفي نية حقيقية. إما أن:
- يتم تجميع السيولة بهدوء استعدادًا لانطلاقة صعودية قوية.
- أو يتم تصريف المراكز بهدوء تمهيدًا لانهيار قادم.
المتداول الذكي لا يرى مستطيلًا مملًا على الشارت… بل يسأل نفسه:
من يشتري الآن؟ من يبيع؟ ماذا يحاول صانع السوق فعله؟
لماذا هذا السر مهم؟
لأن إيمانك بأن السوق “يهدأ” أو “ينتظر” سيجعلك تقع في فخ الجمود، وتفوّت فرص الدخول قبل الانفجار السعري.
لكن عندما تفهم أن كل شمعة تُمثّل نية، وكل تذبذب هو رسالة، فإنك تتفاعل بشكل مختلف:
- تبدأ بمراقبة أحجام التداول.
- تنتبه لـ الاختراقات الكاذبة.
- وتفهم كيف يُبنى الاتجاه داخل الظلال العرضية.
📊 مثال عملي من سوق العملات الرقمية
لنأخذ مثالًا عمليًا:
- عملة مثل LINK تحركت لشهور ضمن نطاق 5–7 دولارات. ظاهريًا: حركة عرضية.
- لكن أحجام التداول كانت تزداد بهدوء، وكان هناك نمط واضح من القيعان الصاعدة داخل المستطيل.
- النتيجة؟ انفجار صاعد بمجرد اختراق المقاومة، وأرباح بنسبة +80% في أيام.
✅ كيف تستفيد من هذا السر في تداولك؟
راقب الحجم والسلوك السعري أكثر من الأشكال الهندسية على الشارت.
حلل النية وراء الحركة: من يسيطر الآن، البائع أم المشتري؟
لا تدخل من منتصف النطاق، بل من القيعان والمقاومات فقط.
ابنِ استراتيجيتك على مبدأ “الاتجاه الخفي”، ولا تنتظر إشارات تقليدية فقط.
✍️ خلاصة المقال
الحركة العرضية ليست إلا وهمًا بصريًا يخفي وراءه نوايا أكبر. السوق لا يتحرك بلا هدف، بل يسير في اتجاه دائم، وإن بدا ساكنًا. المتداول الناجح هو من يكشف هذه النوايا مبكرًا، ويبني قراره على ما لا يراه الآخرون.